التقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة اليوم، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ رافائيل غروسي، الذي يزور المملكة حاليا.
وأثناء زيارة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمملكة، التي تهدف إلى الاطلاع على أحدث التقنيات والإجراءات ذات العلاقة بقطاع الطاقة النووية والإشعاعية في المملكة، قام بزيارة للمختبرات الرقابية لهيئة الرقابة النووية والإشعاعية، استقبله خلالها الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور خالد بن عبدالعزيز العيسى، حيث تُعدّ هذه المختبرات، المعتمدة من قبل شبكة الوكالة الدولية ALMERA، وسيلة مهمة لدعم الهيئة في قيامها بمسؤولياتها الرقابية وفق أهدافها المتعلقة بحماية الإنسان والبيئة من الآثار الضارة للإشعاعات المؤينة، وتقدير مستوى المواد النووية في تحقيق بعض التزامات المملكة الدولية.
كما اطلع غروسي على مركز عمليات الطوارئ النووية، الذي يشتمل على منصات مختلفة منها؛ منصة تلقي البلاغات الدولية عن الحوادث النووية USEI، والمنصة الوطنية لشبكة الرصد الإشعاعي البيئي المستمر والإنذار المبكر، التي ترتبط بالشبكة الدولية لمركز عمليات الطوارئ في الوكالة IRMIS، ومنصة دعم اتخاذ القرار ومحاكاة الحوادث النووية وسحابة التلوث الإشعاعي، المرتبط بالرصد المناخي الدقيق بشكلٍ يساعد على اتخاذ قرارات الإجراءات الوقائية الاستباقية بناء على توقعات تداعيات التلوث الإشعاعي.
وأكد مدير عام الوكالة خلال الزيارة على أن النموذج المتين الذي تضطلع به المملكة في الشأن الرقابي يؤكد جاهزيتها لبدء برامجها النووية لإنتاج الطاقة، ويعزز دور المنظومة الدولية وتكاملها.
كما زار مدير عام الوكالة، مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، واستعرض مع سمو الأمير الدكتور ممدوح بن سعود بن ثنيان آل سعود؛ الرئيس التنفيذي للمدينة، التعاون القائم بين الجهتين، الذي أسهمت الوكالة من خلاله في دعم بناء الكفاءات البشرية في المملكة، في مجالات الطاقة الذرية، والتقنيات النووية والإشعاعية، ومشروعات التعاون التقني، وبعثات الخبراء الداعمة لمهمات المدينة في توطين صناعة الطاقة النووية في المملكة، وكذلك إسهام منسوبي المدينة في دعم الوكالة في برامجها المختلفة، لخدمة الدول الأعضاء، وتفعيل وتطوير ما تنشره الوكالة، من إرشادات ووسائل، تساعد الدول في تأسيس البنية التحتية النووية اللازمة لإدخال الطاقة النووية.
كما شملت الزيارة جولة على معرض مشكاة التفاعلي؛ إحدى مبادرات المدينة، الذي يهدف إلى رفع الوعي المجتمعي، حول علوم وتقنيات وتطبيقات الطاقة الذرية والمتجددة، من خلال برامج إثرائية وتفاعلية متنوعة.
وزار مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والتقى معالي رئيس المدينة؛ الدكتور منير بن محمود الدسوقي، بحضور عدد من مسؤولي الطاقة، والبحث والتطوير والابتكار في المملكة، حيث اطلع على جهود المدينة في بناء مُفاعل البحوث مُنخفض الطاقة، الذي وضع حجر أساسه صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، ويجري العمل فيه حالياً؛ كأول مُفاعل نووي بحثي في المملكة، ويُعدّ أحد مشروعات رؤية "السعودية 2030" الطموحة، ومن أهم المكونات الداعمة للمشروع الوطني للطاقة الذرية.
واستمع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى شرحٍ عن مكونات المُفاعل النووي، الذي صُمم بطاقة مُنخفضة ليكون مُتعدد الأغراض، وبخصائص مُشابهة لمُفاعلات إنتاج الطاقة، والذي يهدف إلى تأهيل كفاءات وطنية، ذات مهارات عالية، في مجال تشغيل مفاعلات الطاقة والتقنيات النووية، وتعزيز مخرجات البحث والتطوير والابتكار النووية عالية الجودة.
كما يهدف المفاعل إلى نقل وتوطين التقنيات والتطبيقات النووية الواعدة، مما يجعل الطاقة النووية جزءً من منظومة الطاقة في المملكة، ويعزز دور المملكة بوصفها دولة رائدة وفاعلة في مجال الطاقة.
وأطلع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال جولته في المدينة، على مشروع "الكراج" الذي يُسهم في دعم الشركات التقنية وراود الأعمال لتأسيس شركاتهم، ويُحاكي التجارب العالمية في ذلك، ويستقطب المُبادرات والأفكار الخلاقة في دعم ريادة الأعمال في التقنيات الناشئة على المستوى العالمي.
واختتم مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية جولته بزيارة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، حيث اطلع على أبرز التقنيات المستخدمة، وتجول في قسم السايكلوترون والمستحضرات الصيدلانية المشعة، الذي يلبّي احتياجات المراكز الطبية المحلية والإقليمية من المستحضرات المشعة، المستخدمة في التشخيص والعلاج لعدد من الأمراض الدقيقة، والذي يقدم منتجاته لأكثر من 45 مركزًا سعوديًا متخصصًا في الطب النووي.